حشو عصب الاسنان

مراكز تجميل وتقويم وزراعة الأسنان تحتوى على نبغه مختارة من الاخصائيين والاستشاريين واستاذه الجامعة تحت اشراف دكتوراه نورا راضون فى جميع التخصوصات طب الاسنان

تواصل معنا

حشو عصب الاسنان

حشو عصب الاسنان، المعروف علميا بـ علاج قناة الجذر، هو اجراء طبي دقيق و مهم يهدف الى انقاذ السن المتضررة من التسوس العميق او الاصابة الشديدة. على الرغم من ان اسمه قد يثير القلق لدى الكثيرين، الا انه يعد احد اكثر الاجراءات فعالية في طب الاسنان، حيث يتيح للمريض الحفاظ على سنه الطبيعي و تجنب الحاجة الى خلعه. هذا المقال سيتعمق في تفاصيل هذا الاجراء، بدءا من فهم تشريح السن، مرورا باسباب الحاجة اليه، وصولا الى خطوات العلاج و الرعاية اللاحقة، بهدف ازالة الغموض و القاء الضوء على اهميته في الحفاظ على صحة الفم و الاسنان.

فهم تشريح السن و الحاجة الى حشو عصب الاسنان

لفهم ضرورة حشو عصب الاسنان، يجب اولا ان نستوعب البنية الداخلية للسن. السن ليس مجرد جسم صلب، بل هو هيكل حيوي معقد يتكون من عدة طبقات:

  • المينا (Enamel): الطبقة الخارجية الصلبة و البيضاء، و هي اصلب مادة في جسم الانسان، و تحمي الاجزاء الداخلية من التلف.
  • العاج (Dentin): الطبقة التي تلي المينا، و هي اقل صلابة و تتكون من الاف الانابيب الدقيقة التي تربط بين المينا و اللب.
  • لب السن (Pulp): هو الجزء المركزي من السن، و يحتوي على الانسجة الرخوة، بما في ذلك الاعصاب، الاوعية الدموية، و الانسجة الليمفاوية. هذا اللب هو المسؤول عن تغذية السن و حساسيته.
  • قناة الجذر (Root Canal): هي القنوات الضيقة التي تمتد من لب السن في التاج الى طرف الجذر، و تحتوي على الاعصاب و الاوعية الدموية.

عندما يتعمق التسوس او تحدث اصابة قوية، تخترق البكتيريا طبقتي المينا و العاج و تصل الى لب السن.

هنا تبدا المشكلة؛ حيث تتسبب البكتيريا في التهاب و عدوى اللب، مما يؤدي الى الالم الشديد و تدمير الانسجة الداخلية. اذا لم يتم علاج هذه الحالة، قد تنتشر العدوى الى العظم المحيط بالسن، مما يسبب خراجا و قد يؤدي في النهاية الى فقدان السن.

حشوات الأسنان

اسباب و اعراض تستدعي حشو عصب الاسنان

تتعدد الاسباب التي تستدعي اللجوء الى حشو عصب الاسنان، و اكثرها شيوعا هي:

    • التسوس العميق: يعد التسوس الذي يصل الى لب السن هو السبب الرئيسي للحاجة الى هذا العلاج.
    • الاصابات و الرضوض: تعرض السن لضربة قوية او كسر قد يؤدي الى تلف الاعصاب و الاوعية الدموية داخل اللب، حتى و ان لم يظهر كسر خارجي واضح.
  • التشققات و الكسور: قد تسبب التشققات الدقيقة في السن وصول البكتيريا الى اللب.
  • الحساسية المفرطة: في بعض الحالات، قد تكون الحساسية المستمرة و المؤلمة للحرارة و البرودة علامة على تلف اللب.
  • الاجراءات السنية المتكررة: احيانا، قد تؤدي الحشوات الكبيرة او المتكررة على نفس السن الى تهيج اللب.

قد تظهر الاعراض بشكل واضح، مثل الالم الشديد عند تناول الطعام او الشراب، او الالم التلقائي الذي يوقظ المريض من النوم. و قد لا تظهر اعراض على الاطلاق في حالات معينة، حيث قد يموت العصب تدريجيا دون الم، و لكن العدوى تظل موجودة و تتطور.

التحضير و خطوات حشو عصب الاسنان: عملية دقيقة و ممنهجة

قبل البدء في العلاج، يقوم طبيب الاسنان باجراء فحص شامل للسن المصابة. هذا الفحص يشمل:

  • الفحص السريري: حيث يفحص الطبيب السن و يضغط عليها لتقييم مدى الالم.
  • فحص بالاشعة السينية (X-ray): تعد الاشعة السينية اداة حاسمة لتشخيص الحالة، حيث تظهر مدى انتشار التسوس، وجود خراج عند طرف الجذر، و عدد جذور السن و شكلها.
  • اختبار الحساسية: قد يستخدم الطبيب ادوات خاصة لاختبار حساسية السن للحرارة و البرودة، بالاضافة الى اختبار مدى استجابة العصب.

تتم عملية حشو عصب الاسنان عادة في زيارة واحدة او اكثر، اعتمادا على مدى تعقيد الحالة. تشمل الخطوات الاساسية:

  1. التخدير الموضعي: لضمان راحة المريض و عدم شعوره باي الم، يتم تخدير المنطقة المحيطة بالسن.
  2. عزل السن: يستخدم الطبيب حاجزا مطاطيا رقيقا يعرف بـ الحاجز المطاطي (Rubber Dam) لعزل السن عن باقي الفم. هذا الاجراء مهم جدا لمنع وصول البكتيريا من اللعاب الى السن المعالجة، و كذلك لحماية المريض من ابتلاع اي ادوات صغيرة او محاليل التعقيم.
  3. فتح تجويف الوصول: باستخدام ادوات خاصة، يقوم الطبيب بعمل فتحة صغيرة في سطح السن للوصول الى لب السن و قنوات الجذر.
  4. تنظيف القنوات و تشكيلها: هذه هي المرحلة الاهم. باستخدام مجموعة من الملفات الدقيقة للغاية، يقوم الطبيب بازالة الانسجة الملتهبة و المصابة من داخل القنوات. يتم هذا التنظيف يدويا و باستخدام ادوات دوارة الية. خلال هذه المرحلة، يتم شطف القنوات بمحاليل تعقيم متخصصة (مثل هيبوكلوريت الصوديوم) للقضاء على البكتيريا و تطهير القنوات بشكل كامل.
  5. ملء القنوات: بعد تنظيف القنوات و تشكيلها و تجفيفها، يتم ملؤها بمادة مطاطية خاصة تسمى الجوتابيركا (Gutta-percha)، و هي مادة حيوية تتكيف مع الجسم و لا تسبب رد فعل. يتم تثبيت الجوتابيركا باستخدام مادة لاصقة (Sealer) لضمان اغلاق محكم للقنوات و منع دخول البكتيريا مرة اخرى.
  6. اغلاق السن مؤقتا: بعد الانتهاء من ملء القنوات، يتم وضع حشوة مؤقتة على فتحة الوصول للحفاظ على نظافة القنوات لحين وضع الحشوة النهائية او التاج.

استكمال العلاج و الرعاية اللاحقة بعد حشو عصب الاسنان

بعد الانتهاء من حشو عصب الاسنان، تصبح السن هشة و جافة نوعا ما، حيث تم ازالة الاوعية الدموية التي كانت تغذيها. لذلك، من الضروري تقويتها لحمايتها من الكسر.

  • الحشوة النهائية: اذا كانت السن لا تزال قوية و تفتقد جزءا صغيرا، قد يكون وضع حشوة دائمة من مادة الكومبوزيت او الاملغم كافيا.
  • التاج السني (Dental Crown): في معظم الحالات، و خاصة في الاسنان الخلفية التي تتعرض لضغوط المضغ، ينصح بوضع تاج سني. التاج هو غطاء يحيط بالسن بالكامل و يمنحها القوة و الحماية اللازمة.

بعد العلاج، قد يشعر المريض ببعض الحساسية او الالم الخفيف الذي يزول خلال ايام قليلة. يمكن السيطرة على هذا الالم باستخدام المسكنات التي يصفها الطبيب. من المهم جدا اتباع تعليمات الطبيب، و تجنب المضغ على السن المعالجة حتى يتم وضع الحشوة النهائية او التاج. المتابعة المنتظمة مع طبيب الاسنان ضرورية للتاكد من نجاح العلاج و صحة السن على المدى الطويل.

هل حشو الضرس مؤلم ؟

الخرافات و الحقائق حول حشو عصب الاسنان

هناك العديد من الاساطير التي تحيط بهذا العلاج، و التي تسبب الخوف لدى الكثيرين:

  • “حشو عصب الاسنان مؤلم جدا”: هذا الاعتقاد قديم و غير صحيح. مع التقدم في التخدير الموضعي، يتم الاجراء الان بشكل مريح للغاية، و الالم الذي قد يشعر به المريض هو في الواقع قبل العلاج و ليس اثناءه.
  • “خلع السن افضل من حشو العصب”: هذا خطا كبير. لا شي يضاهي السن الطبيعية. خلع السن يؤدي الى فراغ قد يسبب تحرك الاسنان المجاورة، و مشاكل في المضغ، و يستدعي في النهاية وضع زرعة او جسر بتكلفة اعلى.
  • “السن المعالجة تموت بعد حشو العصب”: السن لا تموت بالمعنى الحرفي للكلمة. صحيح ان الانسجة الحية و الاوعية الدموية تزال، و لكن السن تظل متصلة بالعظم المحيط بها عبر الاربطة، و تبقى وظيفية بشكل كامل بعد استكمال العلاج.

حشو عصب الاسنان ليس مجرد اجراء، بل هو فن و علم يهدف الى الحفاظ على السن و تجنب مضاعفات التسوس العميق. هو فرصة ثانية للسن للقيام بوظيفتها بشكل طبيعي. مع التقدم في التقنيات و الادوات، اصبح هذا الاجراء اكثر راحة و سهولة و فعالية من اي وقت مضى. اختيار طبيب اسنان ذي خبرة و استكمال العلاج بوضع التاج المناسب هما مفتاحان لضمان نجاح هذا الاجراء و استمرار ابتسامتك الصحية. لا تدع الخوف يمنعك من اتخاذ الخطوة الصحيحة لانقاذ سنك، فالحفاظ على اسنانك الطبيعية هو افضل استثمار في صحتك على المدى الطويل.

الأسئلة الشائعة

هل حشو عصب الاسنان مؤلم؟

مع التقدم في التخدير والتقنيات الحديثة، أصبحت العملية غير مؤلمة على الإطلاق. الألم يكون ناتجًا عن الالتهاب قبل العلاج، وليس أثناءه. قد تشعر بانزعاج بسيط بعد العملية يزول سريعًا.

كم من الوقت تستغرق العملية؟

تستغرق معظم الحالات ما بين 60 إلى 90 دقيقة في جلسة واحدة. في بعض الحالات المعقدة، قد يتطلب الأمر أكثر من جلسة واحدة لإتمام العلاج بشكل كامل.